الْأَنْعامَ) لقد خلق الله تعالى هذه الانعام ابتداء بدون سؤال وهي آية خالقة كخلق الانسان. فقد بث الحياة فيها. وركبها فأحكم تركيبها.
(لِتَرْكَبُوا مِنْها. وَمِنْها تَأْكُلُونَ) والحاجات التي كانت في الصدور والتي كانوا يبلغونها على الانعام كثيرة ـ في ذلك الزمان حيث ينحصر الامر بها ـ وما تزال هناك حاجات تبلغ على هذه الانعام حتى اليوم وغدا. (وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ).
وهذه مثل تلك آية خارقة. ونعمة بعد نعمة ـ فهل أنتم شاكرون ـ فكم هناك من آيات لا تحصى ولا تعد (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لا تُحْصُوها) ان الانسان لكفور.
(وَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَأَيَّ آياتِ اللهِ تُنْكِرُونَ (٨١) أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثاراً فِي الْأَرْضِ فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (٨٢) فَلَمَّا جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَرِحُوا بِما عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٨٣) فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا قالُوا آمَنَّا بِاللهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنا بِما كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (٨٤) فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا سُنَّتَ اللهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ وَخَسِرَ هُنالِكَ الْكافِرُونَ (٨٥))
البيان : (وَيُرِيكُمْ آياتِهِ) نعم ان هناك من ينكر. وهنالك من يجادل في آيات الله وهنالك من يجادل بالباطل ليدحض به الحق. ولكن أحدا من هؤلاء لا يجادل إلّا عن التواء. او غرض او كبر او مغالطة. لغاية غير الحقيقة.
وهنالك من يجادل لانه صاحب مذهب في حكم رأسمالي او اشتراكي او شيوعي. فيخشى عليه ان يتحطم اذا ثبتت حقيقة العقيدة الالهية الحقة في نفوس البشر. وهنالك من يجادل لانه ابتلى بسيطرة رجال الدين ـ كما وقع في تاريخ الكنيسة في العصور الوسطى ـ ومن ثم فهو يريد الخلاص. من هذه السيطرة فيشتط فيرد على الكنيسة آلهها الذي تستعبد بأسمه الناس ـ ومن المصائب ان يقاس الاسلام بها.