بها الارض طورا بعد طور. حتى استقرت وصلبت قشرتها. واصبحت صالحة للحياة التي نحن نعيش فيها.
والراجح الان في اقوال العلم ان الارض كانت كرة ملتهبة في حالة غازية كالشمس والارجح انها قطعة من الشمس انفصلت عنها. ولما بردت القشرة الارضية تكونت البحار. والهواء والماء على ارضنا هذه ثم كانت تربة امكن فيها الزرع ..
هذه الرحلة الطويلة كما يقدر العلم الحديث. قد تساعدنا على فهم معنى الايام في خلق الارض وجعل الرواسيفوقها. وتقدير اقواتها في اربعة ايام. من ايام الله عزوجل (وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ مِنْ فَوْقِها) كثيرا ما يرد تسمية الجبال (الرواسي) ولقد عبر زمان كان الناس يحسبون ان ارضهم هذه ثابتة راسخة. ثم جاء زمان يقال لهم فيه الان :ان ارضكم هذه ان هي الا كرة صغيرة سابحة في فضاء مطلق لا يعلم سعته الا خالقه العظيم. وان يد الله القدير تمسكها ان تزول هي والسماء (وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ) فلا عجب ان تكون الجبال الرواسي حافظة لتوازنها ومانعة (أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ) كما ورد في القرآن المجيد منذ اربعة عشر قرنا.
(وَبارَكَ فِيها وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها) وقد كانت هذه الفقرة تنقل الى الاذهان صورة الزرع النامي. في هذه الارض .. فاما اليوم بعد ما كشف الله للانسان اشياء كثيرة من بركته في الارض ومن اقواتها التي خزنها فيها على ازمان طويلة. فان مدلول هذه الفقرة يتضاعف في اذهان البشر مع العلم والمعارف التي هداهم خالقهم اليها. فمن الهواء نستمد انفاسنا من اكسجينه ومن الهواء يبني النبات جسمه. من كربونه بل من اكسيد كربونه. ذلك الذي يسميه الكيماويون (ثاني اكسيد الكربون)
ونحن نأكل النبات ونأكل الحيوان الذي يأكل النبات ومن كليهما