(وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنى) وهذا منتهى الغرور والجهل ألا يعلم المخدوع ان ما نال من دنياه مع عصيانه لخالقه ومولاه انما هو املاء واستدراج ليزداد طغيانا واثما. ولهذا يجيء التهديد لهذا المغرور الاثيم.
(فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِما عَمِلُوا. وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذابٍ غَلِيظٍ).
هذا هو الانسان الجاهل المغرور المستكبر على خالقه ومنعمه. استعظم وطغى وتقوى بنعم خالقه على عصيانه. فالويل له اذا وقف بين يديه وشاهد ما يجازيه.
(وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍ (٥١) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقاقٍ بَعِيدٍ (٥٢) سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (٥٣) أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقاءِ رَبِّهِمْ أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ (٥٤))
البيان : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ) انه احتمال يستحق الاحتياط الهائل فماذا أخذوا لانفسهم من وسائل الاحتياط. وماذا أدوا شكر ما انعم به عليهم خالقهم :
(سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ) انه الايقاع الاخير. وانه لا يقاع كبير. انه وعد غير مكذوب لانه من خلاق عظيم. فقد وعدهم ان يطلعهم على شيء من خفايا هذا الكون. ومن خفايا أنفسهم التي هي أقرب اليهم من كل شيء. وعدهم ان يريهم آياته. حتى يتبين لهم انه الحق. هذا الدين وهذا الكتاب وهذا الرسول ص وآله.
ولقد صدقهم خالقهم العظيم. فكشف لهم عن آياته في الافاق في خلال قرون الاربعة عشر التي تلت نزول هذا الكتاب وصدور هذا الوعد الصادق غير مكذوب.