هنا يؤمن الخطأ وتنال السعادة. (وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) وهو نص على تحديد فرائض الزكاة التي فصلت في السنة.
وفي الحديث (ان الله قرن الزكاة مع الصلاة). فمن صلى ولم يزك فكأنه لم يصل. (وَالَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ) وذكر هذه الصفة في القرآن. فهي صفة الانتصار على اهل البغي مهما كثروا. وهذا أمر طبيعي لامة اخرجت للناس لتكون خير امة لتأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر. وتحافظ على حدود الله حتى لا يتعداها الجاحدون.
(وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها) فهذا هو الاصل في الجزاء وردع الظالمين.(وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ) بشرط ان لا تتعد حدود الله في زيادة او نقصان (إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) سواء من الظلم ابتداء. او في حال اخذ الحق من الظالم فالتعدي في الحالتين ظلم على حد سواء وان كان البادي اظلم وأشر.
(وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ (٤١) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٤٢) وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (٤٣) وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ (٤٤) وَتَراهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْها خاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذابٍ مُقِيمٍ (٤٥))
البيان : فالذي ينتصر بعد ظلمه ـ ويجزي السيئة بالسيئة ـ ولا بتعدى. ليس عليه سبيل ولا جناح. ولا يجوز ان يقف في طريقه أحد. او يعيبه على أخذ حقه. انما يجب الوقوف والردع لمن يظلم الناس ويبغي الفساد. وهو الذي يستحق العذاب والقصاص والتقبيح. (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) وهذا انما يحسن لمن اذا عفي عنه شكره