والاعراض. ومن ثم يعرض بهم وباسرافهم. ويهددهم بالترك والاهمال جزاء هذا الاسراف.
(أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ). ولقد كان عجبا ـ وما زال ـ ان يعني الله سبحانه في عظمته وفي علوه وفي غناه. بهذا الفريق من البشر. فينزل لهم كتابا بلسانهم. يحدثهم بما في نفوسهم. ويكشف لهم عن دخائل حياتهم. ويبين لهم طريق الهدى. ويقص عليهم قصص الاولين. ويذكرهم بسنة الله في الغابرين. ثم هم بعد ذلك يهملون ويعرضون. وانه لتهديد مخيف أن يلوح لهم بعد ذلك بالاهمال من حسابه ورعايته جزاء اسرافهم القبيح. والى جانب هذا التهديد يذكرهم بسنة الله في المكذبين.
(وَكَمْ أَرْسَلْنا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ (٦) وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٧) فَأَهْلَكْنا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشاً وَمَضى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ (٨) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (٩) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَجَعَلَ لَكُمْ فِيها سُبُلاً لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (١٠))
البيان : (وَكَمْ أَرْسَلْنا مِنْ نَبِيٍّ) فماذا ينتظرون هم وقد أهلك من هم أقوى وأشد منهم بطشا حينما وقفوا يستهزئون بالرسل. والعجيب ـ كان في أمر القوم انهم كانوا يعترفون بوجود الله. وانه هو خالق السموات والارض. ثم لا يرتبون على هذا الاعتراف. تنائجه الطبيعية. من توحيد الله. واخلاص التوجه اليه فكانوا يجعلون له شركاء. يخصونهم ببعض ما خلق الله من الانعام. كما كانوا يزعمون ان الملائكة بناته وصوروا لهم صورا يتبركون بها.
(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ).