طعام الاثيم. عرض مفزع مرعب مخيف. ان هذا الطعام مثل دردى الزيت المغلي. (وهو المهل) يغلي في البطون كغلي الحميم. وهناك هذا الاثيم. هذا المتعالي على خالقه ومنعمه. على ربه ورسوله. وهذا هو الامر العالي يصدر من الخالق الباري. ليأخذوه في عنف يليق بمقامه (الكريم).
(خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلى سَواءِ الْجَحِيمِ) شدّوه جرّوه. فلا كرامة ولا هوادة. وهناك صبّوا فوق رأسه من ذلك الحميم المغلي الذي تغلي منه البطون.
(ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ) هذا جزاء التعزز والتكبر. على الحق والعدل.
(إِنَّ هذا ما كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ) فقد كنتم تشكون في هذا اليوم وتمارون فيه وتكذبون.
(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ (٥١) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٥٢) يَلْبَسُونَ مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقابِلِينَ (٥٣) كَذلِكَ وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (٥٤) يَدْعُونَ فِيها بِكُلِّ فاكِهَةٍ آمِنِينَ (٥٥) لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلاَّ الْمَوْتَةَ الْأُولى وَوَقاهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ (٥٦) فَضْلاً مِنْ رَبِّكَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٥٧) فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٥٨) فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ (٥٩))
البيان : (فِي مَقامٍ أَمِينٍ) لا خوف فيه ولا فزع ولا شدة ولا جزع (فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) لباسهم الحرير. وزوجاتهم الحور العين. وخدامهم الولدان المخلدون وهم فيها خالدون
(فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ) فياله من فوز وسعادة مالها مثيل يصل المتقون اليه بمجرد موت هذا الجسم.