العلم الصحيح الى التقدير الصحيح وعند لقاء بعضهم لبعض يقع بينهم السباب والتلاعن والتبرء فيما بينهم هذا هو مصيرهم.
(وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللهِ إِلى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهذا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (٥٦) فَيَوْمَئِذٍ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (٥٧) وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ مُبْطِلُونَ (٥٨) كَذلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلى قُلُوبِ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ (٥٩) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ (٦٠))
البيان : (أُولُوا الْعِلْمِ) اول ما يصدق هذا العنوان على انبياء الله تعالى ثم على اوصيائهم (ع) ثم بعد ذلك على اوليائهم الذين اتبعوهم باحسان ولم يغيروا ولم يبدلوا ما آمنوا به وأيقنوا بحقيقته. (وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ) وهذه نقلة بعيدة في الزمان والمكان. ولكنها تجيء في السياق. وكأنها قريب من قريب. وينطوي الزمان والمكان.
فاذا هم مرة أخرى امام القرآن وفيه من كل مثل وعظة وتنبيه وتذكر لقوم يتذكرون. ويتفكرون. ويعقلون. وفي هذا القرآن المجيد. من كل وسيلة توقظ القلوب من غفلتها. والعقول من كبوتها ونكبتها. وفيه شتى اللمسات الموحية. العميقة التأثير. وهو يخاطب كل قلب. وكل عقل وكل بيئة وكل محيط. وهو يخاطب النفس البشرية في كل حالة من حالاتها. وفي كل طور من اطوارها.
ولكنهم ـ بعد هذا كله ـ يكذبون بكل آية. ولا يكتفون بالتكذيب بل يتطاولون على اهل العلم الصحيح. فيقولون عنهم (انهم مبطلون) (ولئن جئتهم بكل آية ليقولن الذين كفروا ان انتم الا مبطلون) (كَذلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلى قُلُوبِ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ)
كذلك بمثل هذه الطريقة يسيرون وبمثل هذا السبب يكذبون