ورسوله ص وآله. ويخرجون عن طاعته ثم يصرون على هذا. ويذهبون من هذه الارض كافرين :
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا) ثم ماتوا وهم كفار فلن يغفر الله لهم) فالفرصة متاحة فقط للمغفرة في هذه الدنيا. وباب التوبة مفتوح لكل مخلوق. ما لم تظهر علامات الموت فيسد الباب. (فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ) فهذا هو الذي يحذر المؤمنين اياه. ويضع امامهم مصير الكفار المشاقة للرسول ص وآله. ليحذروا من الوقوع فيه كما وقع غيرهم من قبل. (وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ) أنتم الاعلون اعتقادا وتصورا للحياة. وأنتم الاعلون ارتباطا وصلة بالعلي الأعلى. وأنتم الاعلون منهجا وغاية. فمعكم القوة التي لا تغلب ولا تقهر.
(إِنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْئَلْكُمْ أَمْوالَكُمْ (٣٦) إِنْ يَسْئَلْكُمُوها فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغانَكُمْ (٣٧) ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّما يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَراءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ (٣٨))
البيان : الحياة الدنيا لعب ولهو. حين لا يكون وراءها غاية أشرف وأبقى. حين تتطلب لذاتها مقطوعة عن منهج الله فيها. والسعيد في الدنيا الذي يجعلها مزرعة الاخرة. والدار الباقية. (وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ) فالايمان والتقوى في الحياة الدنيا هو الذي يخرجها عن أن تكون لعبا ولهوا. ويرفعها عن مستوى المتاع الحيواني. الى مستوى الخلافة الالهية. المتصلة بالملأ الأعلى. والله تعالى لا يكلف نفسا الا وسعها ويخلف عليها ما تنفقه في سبيله (إِنْ يَسْئَلْكُمُوها فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا) وهذا النص يوحي بحكمة اللطيف الخبير كما يوحي برحمته ولطفه. ويكشف عن نظام رباني من ناحية ان الله هو الذي يقيم منهجه وقواعده.