فيستقر عليها وما يكاد الى الارض الصغيرة. التي لا تبلغ ان تكون هباءة في كتلة الكون الضخمة. (وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ) والرواسي الجبال. ويقول علماء طبقات الارض : انها تضاريس في قشرة الكرة الارضية. وتقع فيها المرتفعات. وسواء أصحت هذه النظرية ام لم تصح. فهذا كتاب الله عزوجل يقرر ان وجود هذه الجبال يحفظ توازن الارض. فلا تميد ولا تتأرجح ولا تهتز. (وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دابَّةٍ) وهذه احدى عجائب الوجود الكبيرة.
فوجود الحياة على هذه الارض سر لا يدعى احد. حتى اليوم ـ ادراكه ولا تفسيره. الحياة في اول سورها. في الخلية الواحدة الساذجة الصغيرة. فكيف بضخامة هذا السر والحياة تتنوع وتتركب وتتعدد انواعها واجناسها وفصائلها وانماطها الى غير حد يعلمه الانسان.
ومع هذا فان اكثر الناس يمرون بهذه العجائب مغمضي العيون. مطموسي القلوب. بينما هم يقفون مدهوشين مذهولين امام جهاز من صنع الانسان ساذج صغير لا نسبة له حين يقاس الى خلية واحدة من الخلايا الحية. وتصرفها الدقيق العجيب.
(وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ)
وانزال الماء من السماء احدى العجائب الكونية. التي تمر عليها كذلك غافلين. هذا الماء الذي تفيض به مجاري الانهار. والذي تمتلىء به البحيرات. والذي تتفجر به العيون ...
هذا كله ينزل من السماء وفق نظام دقيق. مرتبط بنظام السموات والارض. وما بينهما من نسب وابعاد. ومن طبيعة وتكوين وانبات النبات. من الارض بعد نزول الماء. عجيبة اخرى لا ينقضي منها العجب عجيبة الحياة. وعجيبة التنوع. وعجيبة الوارثة للخصائص الكامنة في البذرة الصغيرة. لتعيد نفسها في النبتة وفي الشجرة الكبيرة. وان