(أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ) ان محمدا ص وآله يقول لهم : انه رسول يوحى اليه. وان هذا القرآن يتنزل عليه من الملأ الاعلى. وهم يكذبونه فبما يمكنهم البرهان على صحة ما يدعون قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين. وان محمدا على استعداد تام ليريهم برهانه على صحة دعواه.
(أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ) فاذا كان الواقع على خلاف ذلك فلا أجر ولا غرامة. فما الذي دعاهم لتكذيب الصادق. ومصادمة الحق بالباطل أفلا تعقلون.
(أَمْ لَهُمْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ) يقيهم ويتولاهم. ويرد عنهم كيد من يريد بهم الشقاء.
(سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ) وبهذا التنزيه لله سبحانه عن الشرك والشركاء. يكون الجواب الصحيح. وقد انكشف لهم الامر بأجلى وضوحه ودحضت حجتهم الزائفة.
(فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ) وهو شوط جديد في الحملة على المعاندين المكذبين. يبدأ بالتهديد بذلك اليوم الرهيب. ذلك اليوم أوله اخر ايام الدنيا واخره يوم النشور. (يَوْمَ لا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً) فهم في ذلك اليوم لا يغني كيد ولا تكذيب.
(وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا) فياله من تعبير وياله من تصوير وياله من تقدير.
انها مرتبة لم يبلغها الا الاوحديون الابرار. انها مرتبة الصبر عند الشدائد والهزاهز.
(وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ. وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبارَ النُّجُومِ) فعلى مدار اليوم. عند اليقظة من النوم وفي ثنايا الليل. وعند