يفتح حواسهم ومشاعرهم على هذا الكون الجميل. القرآن الذي يقر في اخلادهم. انهم خلفاء الله في أرضه. ان هم أطاعوه وأذعنوا لارادته وهم أشقى الاشقياء ان هم عصوه. وانحرفوا عن منهاجه. القرآن المجيد الذي يحيي في ارواحهم نفحة الله التي اودعها في هذا الانسان.
(الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ) هنا تتجلى دقة التقدير. في تنسيق التكوين. بما يملأ القلب روعة ودهشة. بضخامة هذه الاشارة. وما في طياتها من حقائق بعيدة الآماد. عميقة الاغوار. ان الشمس ليست هي اكبر ما في السماء من أجرام. فهنالك في هذا الفضاء ما هو اكبر من الشمس باضعاف وكذلك القمر وهو تابع صغير للارض. ولكنه ذو أثر قوي في حياتها. وهو العامل الاهم في حياتها.
(وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ) كيفية سجود غير العقلائية لخالقها. يمكن ان يكون له وجه لا نعرفه ولكن الوجه الذي نفهمه نحن : انما سجودهم وتسبيحهم لخالقهم بلحاظ كمال خلقتهم وتركيبهم واتقان تنظيمهم الذي في ابدع ترتيب وتنظيم (فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ. ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ). اي بدون ان ترى أدنى خلل او نقص في هذا الكون.
وهذا معنى من معاني العبودية للخالق العظيم. فالوجود مرتبط ارتباطا هائلا بالأذعان والاستسلام الى خالقه العلام. والكون حقيقة حية بمعنى يتناسب مع تكوينه.
ولقد أدرك القلب البشري منذ عهد بعيد حقيقة هذه الحياة السارية في الكون كله وتأمل هذه الحقيقة ومتابعة الكون في طاعته لخالقه واذعانه لأرادته. مما يمنح القلب البشري متاعا ينبهه من غفلته. ويزيد في ضيائه وانارته بنور خالقه العظيم الحكيم الكريم.
(وَالسَّماءَ رَفَعَها وَوَضَعَ الْمِيزانَ) والاشارة الى السماء ـ كباقي