وأخرى يراد منها أن الله تعالى سيجازي عبده المطيع له المذعن لامره في هذه الدنيا. النعيم الخالد في دار الخلود على طاعته له في هذه الدار. ويكون الاحسان الاول من العبد ـ وهو الطاعة ـ وجزاؤه الاحسان من المولى على طاعته وهو نعيم الجنة في الاخرة. وكلا المعنيين حسن. والاول أولى من الثاني. والثاني أظهر من الاول لان الاية وردت في مقام النعم الاخروية التي استحقها العبد المطيع من مولاه الكريم على طاعته.
(مُدْهامَّتانِ). أي مخضرتان تميل الى السواد من شدة خصابتهما).
(حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ) كأن الاية تشوق العرب الذين يسكنون البادية في الخيام.
(لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ) يعني عذراء ابكار في منتهى الصيانة والعفة.
(مُتَّكِئِينَ عَلى رَفْرَفٍ) وهي الابسطة. وكأنها من صنع عبقري ماهر في صنعته.
(فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ. تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ)
فآلاء الخالق العظيم على مخلوقاته الادميين. في الدنيا لا تعد ولا تحصى في الدنيا فكيف يمكن احصاؤها في دار الخلود والدوام. ويقابلها دار عذاب ونكال لمن عصاه في هذه الحياة وتعد حدوده. وانحرف عن منهجه وخالف قانونه الحق المبين الخلود في النار.