وَما لَكُمْ أَلاَّ تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (١٠))
البيان : المخاطبون هنا هم مسلمون. لكنهم يدعون الايمان بالله ورسوله. فهي اذن دعوة غير صحيحة. والله تعالى يدعوهم ليصبحوا حقيقة مؤمنين. والايمان على قسمين تارة يكون بمعنى اليقين الثابت. واخرى يكون بمعنى الاعتراف لعلي وابنائه (ع) بالخلافة والولاية بعد رسول الله ص وآله بدون فصل. وهو الذي يتوقف عليه قبول الاعمال وفاقد الولاية لعلي بن ابي طالب وابنائه الاحد عشر (ع) ليس له في الاخر الا النار وكل ما يعمله الانسان بلا ايمان بهذا المعنى فهو هباء منثورا.
(فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ) هذا اذا كان من المؤمنين المتقين لا غير. (وَما لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللهِ) فما الذي يعوقهم عن الايمان ـ بولاية علي (ع) ـ والله ورسوله يدعوهما لذلك. وقد بايعوه على الأطاعة المطلقة.
(وما لكم لا تنفقوا في سبيل الله) فهذه الاشارة عودة الى الحقيقة الكبرى. فميراث السموات والارض ملكه وراجع اليه وليس من حاجة اليهم ولكن ليضاعف لهم ويختبرهم بذلك لان من يؤمن بان ما بيده لله تعالى. وهو يخلف المنفق اضعافا كثيرة. يستحيل ان يبخل او يتأخر عن الانفاق لحظة واحدة.
(لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ) أن ينفق ويقاتل والعقيدة مطاردة والانصار قلة. وليس هناك منفعة ولا سلطان. غير الذي ينفق ويقاتل والعقيدة آمنة. والانصار كثرة والنصر والغلبة والفوز قد تحقق او قرب تحقيقه. فالاول خالص لوجه الله. بخالف الثاني قد يكون