لأجل الدنيا. والاول عميق الثقة. وقدره اعظم من الثاني حتى مع صحة عقيدته.
(وَكُلًّا وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى) ومرد ذلك التفاوت الى ما يعلمه الله عزوجل من النوايا.
(مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ (١١) يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ بُشْراكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١٢) يَوْمَ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَراءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ (١٣) يُنادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قالُوا بَلى وَلكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمانِيُّ حَتَّى جاءَ أَمْرُ اللهِ وَغَرَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ (١٤) فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (١٥))
البيان : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً) انه هتاف موح مؤثر في القلوب الحية والخالق العظيم الغني القدير ينادي عباده الفقراء الضعفاء. المحاويج اليه عز شأنه ـ في كل حركة وسكون ـ (من يقرض الله) ومجرد ان يتصور القلب المفتوح انه هو الفقير الضئيل وخالقه يدعوه ليقرضه حتى يضاعف له اضعافا كثيرة. كفيل بان يطير به الى البذل طيرانا. ان الناس ليتسابقون عادة الى اقراض الفقير مقابل ربا قليل. فكيف اذا كانوا يقرضون غنيا لا يفتقر ولا يحدّ غناه. وجوادا لا يقدر جوده وعطاه. بدون قرض.
(يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ) انه النور الذي اخرجه الله اليه وبه من الظلمات. والذي اشرق في ارواحهم وجباههم مكان سجودهم لخالقهم حال الصلاة.