الوجود. وتوزن بموازين العقل والنعيم الخالد في الاخرة. تبدو شيئا زهيدا تافها. وهي في هذا التصوير تبدو لعبة أطفال بالقياس الى ما في جنات النعيم ودار الخلود التي لا تزول.
فالحياة الدنيا معظمها ، لهو ولعب وزينة وهمية. (كمثل زرع أعجب أصحابه. ثم صار حطاما). فأما الاخرة. فلها شأن غير هذا الشأن. لها شأن يستحق ان يحسب حسابه. ويرغب في دوامه.
(وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ) فما لهذا المتاع حقيقة ذاتية انه متاع خداع مكار. يخدع ارباب القلوب المطموسة. واتباع الهوى المردى. وعباد الشهوات الحيوانية لا غير. ويبدو ذلك عيانا حين يتعمق القلب في طلب الحقيقة. والعزم على اتباعها ولو بمفرده فقط.
(سابِقُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (٢١) ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ (٢٢) لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ (٢٣) الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (٢٤) لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (٢٥))
البيان : فليس السباق الى احراز اللهو واللعب والتفاخر. انما السباق لمن استحقروا هذه الاشياء. واستقذروها. ولم ينخدعوا بزخارفها وغرورها. وتسابقوا الى نيل المعالي والفضائل. وتسابقوا الى ذلك الافق الرفيع والقصور الشاهقة والنعيم الخالد والمناصب السامية في جنات النعيم في مقعد صدق عند مليك مقتدر لا مثيل لها ولا زوال.