مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ (٤) إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَما كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ بَيِّناتٍ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ (٥))
كان الرجل في الجاهلية يغضب لأمر عن امرأته فيقول لها : انت علي كظهر أمي. فتحرم عليه ولا تطلق منه. وتبقى هكذا لا هي حل له فتقوم بينهما الصلات الزوجية. ولا هي خالصة منه فتختار طريقا يناسبها وكان هذا طرفا من العنت والظلم الذي تبتلي به نساء الجاهلية. فلما جاء الاسلام وقعت هذه الحادثة التي تشير اليها الايات. فنزل قوله تعالى : (قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها) وجاء القرار الالهي لهذه القضية :
(الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ) فهو علاج للقضية من جهة واستنكارها من جهة اخرى فعقاب من يفعل ذلك عقوبة وتأديبا له (فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا).
(ذلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ) مع انهم مؤمنون. ومعنى ذلك ان العصيان يخرج المؤمن من الايمان الحقيقي حتى يرجع ويتوب واذا مات على غير توبة مات على غير دين الاسلام.
(وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ) اقامها ليقف الناس عندها لا يتعدونها. والله تعالى يغضب على كل من تعد حدوده وخالف شريعته ويجعله من الكافرين المستحقين للعذاب الاليم.
(وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ) فقد ربط التعدي لحدود الله بالكفر والعذاب الأليم.
(إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَما كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) قد ذكر المحادة بمناسبة ذكره قبلها لحدود الله. فهؤلاء لا يقفون عند حد الله