وخسران مبين.
(أُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) المنحرفون عن الحق والعدل. المعرضون عن الله وأحكامه.
(لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ) لا يستويان طبيعة وحالا ولا طريقا وسلوكا. ولا وجهة ولا مصيرا فهما على مفرق طريقين ولا يلتقيان ابدا لان طريقيهما متعاكسان بطبيعتهما كالمشرق والمغرب
(أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ) بهذا ينتهي مصيرهم. ويرتفعون الى معالي الكمال. ويفوزون بأعلى الجنان وصحة الاخيار والابرار وذلك هو الفوز العظيم.
(لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (٢١) هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ (٢٢) هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (٢٣) هُوَ اللهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٢٤))
البيان : انها صورة تمثل لنا حقيقة كأنها منظورة. فان لهذا القرآن لثقلا وسلطانا وهيمنة وأثرا يزلزل القلوب الحية. ولا يثبت لها الا المتقون الذين عرفوه فنعموا بمعرفته وأطاعوا الله فسعدوا بطاعته. فكأنهم حملوا ما يعجز عن حمله الجبال الرواسي.
واللحظات التي يكون فيها الكيان الانساني متفتحا لتلقي الحقائق من هذا القرآن المجيد. فانه يهتز ويرتجف ويقع فيه تغيرات وتحولات ما لا يمثله الجبال الشاهقة.
(لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ).