حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ كَفَرْنا بِكُمْ وَبَدا بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ وَالْبَغْضاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ إِلاَّ قَوْلَ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَما أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا وَإِلَيْكَ أَنَبْنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (٤) رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنا رَبَّنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٥))
البيان : تبدأ السورة بذلك النداء الموحى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) نداء من خالق عظيم لعباده المؤمنين. يدعوهم باسم الايمان الذي ينسبهم اليه. يدعوهم لينصرهم الله بحقائق موقفهم. ويحذرهم من حبائل أعدائهم ويذكرهم باسم الايمان بالمهمة الملقاة على عاتقهم.
(لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ) فبذلك اشعار بانهم منه واليه. يعاديهم من يعاديه. فهم رجاله المنتسبون اليه. والذين يحملون اشارته في هذه الارض.
(وَقَدْ كَفَرُوا بِما جاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ) فماذا أبقوا بعد هذه الجرائم وقد كفروا بالحق. وأخرجوا الرسول والمؤمنين لا لشيء الا لانهم آمنوا بالله ربهم) انه نداء يهيج القلوب وانها ذكريات مرتبطة بعقيدتهم. وهي التي حاربهم المشركون من أجلها لا غير.
(إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهاداً فِي سَبِيلِي) فما يجتمع في قلب واحد ان يهاجر في سبيل الله تعالى ثم مودة عدوه وعدوهم. ثم يحذرهم تحذيرا خفيا. مما تكن قلوبهم وما يسرون في أنفسهم من المودة لاعدائه وأعدائهم.
(تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ) ثم يهددهم مخفيا لهم. ويثير في قلوبهم قوة الايمان.
(وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ) وهل هناك جريمة وخسران أكثر من الضلال.