(وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ) ايذاء بني اسرائيل لموسى (ع) وهو منقذهم من فرعون وملئه وهو رسولهم الناصح لهم والشفيق بهم. ومع هذا فقد لقي منهم أشد العناد والعصيان.
وما يكاد ينقذهم من ذل فرعون واذاه باسم الله الاحد الذي انقذهم من عبودية فرعون وأغرقه وهم ينظرون (حتى اذا أتوا على قوم يعكفون على اصنام لهم قالوا اجعل لنا الها). وما كاد يذهب لميقات ربه اربعين ليلة حتى عبدوا العجل. وقالوا ارنا الله جهرة. وقالوا له : اذهب انت وربك فقاتلا. وأمثال ذلك مما لا يحصى عدده.
وكانت النهاية انهم زاغوا بعد ما بذلت لهم كل اسباب الاستقامة. فزادهم الله زيغا وأزاغ قلوبهم فلم تعد صالحة للهدى. وضلوا فكتب الله عليهم الضلالة ابدا. ثم جاء عيسى (ع) ابن مريم. جاء يقول : (يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ) ولم يقل لهم اني اله ولا ابن الله ولا انه اقنوم من اقانيم الله (مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ).
(وَإِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ (٦) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعى إِلَى الْإِسْلامِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (٧) يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ (٨) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (٩))
البيان : فبشارة المسيح (ع) بالنبي أحمد محمد ص وآله ثابتة بهذا النص. سواء تضمنت الاناجيل والظروف التي احاطت به وهي لا تخفى على من يريد الحقيقة. ولكن من يريد عكس الحقيقة لا يمكن ان يقنعه ما يخالف هواه واغراضه الخاصة.