(وَإِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ) فهم يتظاهرون بمظاهر حسنة ينخدع الجاهلون بمظاهرهم فيحسنون الظن بهم ويسمعون لقولهم المعسول المضلل بطلاوته ونعومته. (قاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) فالله مقاتلهم حيثما صرفوا وأينما توجهوا والدعاء من الله تعالى بمدلول هذا الدعاء. وقضاء نافذ لا راد له. ولا معقب عليه وهو بمعنى لعنهم من الله تعالى
(وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ).
(سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ (٦) هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ (٧) يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ (٨)
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (٩) وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْ لا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ (١٠) وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْساً إِذا جاءَ أَجَلُها وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (١١))
البيان : فهم يفعلون الفعلة ويطلقون القولة. فاذا عرفوا انها بلغت رسول الله ص وآله جبنوا وتخاذلوا وراحوا يقسمون بالايمان يتخذونها جنة. فاذا قال لهم قائل : (تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ) ترفعا واستكبارا. وهذه وتلك سمتان متلازمتان. في النفس المنافقة. وان كان هذا التصرف يجييء عادة ممن لهم مركز في قومهم ومكانة كاهل السقيفة روؤساء المنافقين
ومن ثم يتوجه الخطاب لرسول الله ص وآله. بما قضاه الله في شأنهم على كل حال :
(سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ) وهي قولة يتجلّى فيها خبث الطبع. ولؤم التحيز. وهي خطة (هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ