وقبل أن يكمل نداءه اليهم بالايمان يقرر قاعدة من قواعد التصور الأيماني في القدر وفي أثر الايمان بالله في هداية القلب. وفي الجنات التي اعدت للمتقين في النعيم الخالد.
(ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (١١) وَأَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ (١٢) اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (١٣) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٤) إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (١٥) فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (١٦) إِنْ تُقْرِضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (١٧) عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١٨))
البيان : ولعل مناسبة ذكر هذه الحقيقة هنا هي مجرد بيانها في صدد عرض حقيقة الايمان. الذي دعاهم اليه في هذا المقطع. فهو الايمان الذي يرد كل شيء الى الله. ويعتقد ان كل ما يصيب من خير من الله. وما يصيب من شر فهو عقوبة لصاحبه من الله تعالى كجزاء لفساده.
وهي حقيقة لا يكون ايمان بغيرها. فهي اساس جميع المشاعر الايمانية عند مواجهة الحياة بأحداثها خيرها وشرها (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ).
وقد فسرها بعض بانها الايمان بقدر الله والتسليم لأرادته. والرضى بقضائه. (وَأَطِيعُوا اللهَ. وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ. فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) وقد عرض عليهم من قبل مصير الذين تولوا وكذبوا الرسل السابقة. وهنا يقرر لهم ان الرسول مبلغ. فاذا بلغ فقد أدى الامانة. وقام بواجبه. واقام الحجة البالغة.
(اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) وهذه هي حقيقة التوحيد وهي اساس التصور