ويقف الخلق أجمع بما فيهم الرسل والملائكة. في مقامهم متأدبين عند مختصات الخالق العظيم.
(فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا) وهذه الطريقة في عرض ما سيكون تتكر في القرآن المجيد. لمواجهة حالة التكذيب. وجها لوجه مع مشهد حاضر لما يكذبون به.
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللهُ وَمَنْ مَعِيَ) وهو سؤال يردهم الى تدبر حالهم والتفكير في شأنهم وهو الاولى. فما ينفعهم ان يتحقق امانيهم فيهلك الله النبي ومن معه.
(فَمَنْ يُجِيرُ الْكافِرِينَ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ) وهو اسلوب في الدعوة الحسنة. فهو يخوفهم بذلك.
(قُلْ هُوَ الرَّحْمنُ آمَنَّا بِهِ) وذكر صفة ـ الرحمن ـ هنا يشير الى رحمته العميقة الواسعة.
(فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) وهو اسلوب كذلك من شأنه أن يخلخل الاصرار على الجحود. ويدعوهم الى مراجعة موقفهم مخافة ان يكونوا هم الضالين فينالهم العذاب.
(فَمَنْ يُجِيرُ الْكافِرِينَ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ) وفي الوقت ذاته لا يجبههم بانهم ضالون فعلا. حتى لا تأخذهم العزة بالاثم. أو يأخذهم القنوط واليأس من رحمة الله فيزدادوا طغيانا.
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً) الغائر هو الذاهب في الارض لا يقدرون عليه. والمعين النابع المتدفق. وهي لمسة قريبة في حياتهم ان كانوا ما يزالون يستبعدون ذلك اليوم ويشكون فيه. والملك بيد الله وهو على كل شيء قدير. فكيف لو توجهت ارادته الى حرمانهم مصدر الحياة القريبة. ثم يدعوهم بان يتدبروا ما يكون لو أذن الله