وعقدهم. وقلتم كاهن. لا والله ما هو بكاهن. قد رأينا الكهنة وتخالجهم. وسمعنا سجعهم. وقلتم شاعر. لا والله ما هو بشاعر. لقد رأينا الشعر. وسمعنا أصنافه كلها. وقلتم مجنون. لا والله ما هو بمجنون. لقد رأينا الجنون ووسوسته. وتخليطه. يا معشر قريش فانظروا في شأنكم. فانه والله قد نزل بكم أمر عظيم ..)
والمطابقة بين كلام الوليد والنضر. تكاد تكون تامة. وقول عتبة قريب من هذا فما كان قولهم : ساحر أو كاهن. الا اظهارا لعجزهم عن تحديه. وتصلبا في اتباع الهوى وتضليلا للبسطاء. وهي شبهة مفصوحة. والامر أوضح من أن يلتبس عند كل تدبر.
(قَلِيلاً ما تُؤْمِنُونَ) .. (قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ) مدلوله نفي الايمان. ونفى التذكر عنهم.
(وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ) ومفاد هذا القول. ان محمد ص وآله صادق فيما أبلغهم وانه لو تقول بعض الأقاويل التي لم يوح بها اليه. لأخذه الله فقتله على هذا النحو. وقطع الوتين. وهي حركة عنيفة هائلة مروعة. كما ان وراءها الايماء الى جدية هذا الامر.
(وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ) فهذا القرآن المجيد يذكر القلوب التقية لتأخذ حظها من هذه الحياة. ـ التي لا متجر ولا مزرعة ـ لهذا الانسان وسعادته في دار الخلود ـ سواها فاما القلوب التي قد أعمتها الجرائم فهي لا تنتفع بالتذكير ولا يفيدها الا نار الجحيم.
(وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ) وهذا ايضا ينتفع به اولوا الالباب المفتحة. (وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ) وهذا ايضا عبرة وعظة لمن ينفعه ضرب الامثال. (وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ) وهو تعبير خاص يضاعف المعنى بالتوكيد.