يَعْلَمُونَ (٣٩) فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ إِنَّا لَقادِرُونَ (٤٠) عَلى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (٤١) فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (٤٢) يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (٤٣) خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ (٤٤))
البيان : المهطع هو الذي يسرع الخطي ما ذا عنقه كالمقود. وعزين جمع عزة. كفئة وزنا وفي التعبير تهكم خفي بحركتهم المريبة. وتصوير لهذه الحركة والهيئة التي تتم بها. وتعجّب منهم وتساؤل عن هذا الحال منهم وهم لا يسرعون الخطى تجاه الرسول ليسمعوا ويهتدوا ولكن فقط ليستطلعوا في دهشة ثم يتفرقوا كى يتحلقوا حلقات يتناجون في الكيد والرد على ما يسمعون ثم اهل النفاق يطمعون بما لا يكون
(أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ) وهم على هذه الحالة من النفاق والكيد للاسلام وانما تؤدي بهم هذه الحالة الى لظى والجحيم لا الى الجنة والنعيم ورؤساء هؤلاء اهل السقيفة. لعلهم يخدعون انفسهم ويرون ان لهم كرامة عند الله. كلا انما هم كافرون في نفوسهم وأن تظاهروا بالاسلام فالعمدة على النوايا والضمائر (حسب نواياكم ترزقون). وتؤجرون او تعاقبون غدا.
(كلا) في ردع وفي تحقير (إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ) والتعبير القرآني المبدع يلمسهم هذه اللمسة الحقيقة العميقة في الوقت ذاته. فيمسح بها كبرياءهم مسحا. وينكس بها خيلاءهم تنكيسا. دون لفظة واحدة نابية. او تعبير واحد جارح ـ ثم ها أنا أعبر انهم اشرار هذه الامة ـ.
بينما أن هذه الاشارة العابرة تصور الهوان والسخرية بهم اكمل تصوير. فكيف احدهم يطمع ان يدخل جنة نعيم وقلوبهم لم تدخلها ذرة ايمان او يقين مما جاء به الرسول الامين ص وآله.
(فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ) والأمر ليس في حاجة الى قسم