ان الاسلام عقيدة قلوب. ومنهج تربية لهذه القلوب ومن ثم كان ذلك الشعور الكريم.
(فَوَقاهُمُ اللهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ) فهذه الهيئة العامة لهذه الجنة التي جزى الله بها عباده الابرار الذين رسم لهم تلك الصورة المرهفة اللطيفة الوضيئة في الدنيا والاخرة.
(عَيْناً فِيها تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً (١٨) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ إِذا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً (١٩) وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً (٢٠) عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَساوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً (٢١) إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً (٢٢))
البيان : ان علي وفاطمة والحسن والحسين (ع) يتلقون هذا المديح من الخالق الجليل. وهو يعدل عندهم الدنيا وما فيها. ويمنحهم قيمة أخرى وهي المقام الرفيع في جنات النعيم. وهكذا ينتهي ذلك العرض المثير. والهتاف العلوي للقلوب المفتوحة. في طريقها الى الجنة.
(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً (٢٣) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً (٢٤) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (٢٥) وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً (٢٦) إِنَّ هؤُلاءِ يُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَراءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً (٢٧) نَحْنُ خَلَقْناهُمْ وَشَدَدْنا أَسْرَهُمْ وَإِذا شِئْنا بَدَّلْنا أَمْثالَهُمْ تَبْدِيلاً (٢٨) إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً (٢٩) وَما تَشاؤُنَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللهُ إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً (٣٠) يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً (٣١))
البيان : في هذه الايات تكمن حقيقة كبيرة من حقائق الدعوة الايمانية حقيقة ينبغي ان يعيش فيها الدعاة الى الله طويلا. وان يتعمقوها تعمقا كاملا. وان ينظروا بتدبر في مدلولاتها الواقعية والايمانية الكبيرة
لقد كان رسول الله ص وآله. يواجه المشركين بالدعوة الى الله وحده. وهو لم يكن يواجه في نفوسهم مجرد عقيدة. ومن ثم ينبغي