ومع كل هذا الفيض من الفضل الذي يجعل من الماء المهين ، والذي أودع تلك الخلية الصغيرة كل هذا الرصيد من القدرة والتكاثر والنساء. ومع كل هذا الفيض فان الناس لا يشكرون الا القليل.(قليلا ما يشكرون) (وَقالُوا أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ).
لقد بدأ الله خلق الانسان من طين. (بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ كافِرُونَ) وثم يقولون ما يقولون.
(قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (١١) وَلَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنا أَبْصَرْنا وَسَمِعْنا فَارْجِعْنا نَعْمَلْ صالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ (١٢) وَلَوْ شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها وَلكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (١٣) فَذُوقُوا بِما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا إِنَّا نَسِيناكُمْ وَذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (١٤) إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (١٥))
البيان : (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ) هكذا في صورة الخبر اليقين. بدون اخبار او انذار او مراجعة. (وَلَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ. رَبَّنا أَبْصَرْنا وَسَمِعْنا فَارْجِعْنا نَعْمَلْ صالِحاً ..)
انه مشهد الخزي والانحطاط. والاعتراف بالخطيئة والاقرار بالحق الذي جحدوه. واعلان اليقين بما شكّوا فيه. وطلب العودة الى الارض لاصلاح مافات في الحياة الاولى. وهم ناكسوا الرؤوس خجلا وخزيا. ولكن فات ما فات ولا سبيل الى ارجاع ما فات (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ).
وهؤلاء المجرمون المعرضون على خالقهم وهم ناكسوا الرؤوس هؤلاء ممن حق عليهم هذا القول. (فَذُوقُوا بِما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا) يوم خروجكم من الدنيا التي غرتكم واغتررتم بها ونسيم فراقها الى