(وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى) فله جنة ونعيم وسلام وترحيب. ونهى النفس عن الهوى انها نقطة الارتكاز في دائرة الطاعة والعصيان. فمن استعمل عقله ونبذ هواه سعد ونال واصاب رشده وهداه. ومن نبذ عقله واتبع هواه شقي وهوى في دركات الجحيم ولم ينفعه كلما كان يملكه ويرعاه وهو الخسران المبين.
فالانسان يكون انسانا حقيقة اذا استعمل عقله ونبذ هواه. ويكون حيوانا حقيقة اذا نبذ عقله واتبع هواه. ومنتهى كل انسان الى ما قدمه واختاره في هذه الحياة. من طاعة او عصيان.
وهناك حرية انسانية تليق بتكريم الله للانسان. تلك هي حرية الانتصار على هواه. والانطلاق من اسر شهواته الحيوانية. والتصرف بها في توازن تثبت معه حرية الاختيار. والتقدير الانساني. او الانفلات الحيواني وهي هزيمة الانسان امام هواه. وانفلات الزمام من ارادته. وهي هزيمة واباحية لا يقبلها لنفسه الا انسان مهزوم الانسانية. مستعبد لشهوواته ولهواه. مخدوع في غرور شيطانه.
(يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ) كان المتعنتون من المشركين يسألون الرسول ص وآله كلما سمعوا وصف اهوال الساعة واحداثها. وما تنتهي اليه من حساب وجزاء .. متى واين موعدها (أَيَّانَ مُرْساها) والجواب (فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها) وهو جواب يوحي بعظمتها وضخامتها. بحيث يبدو هذا السؤال تافها باهتا. انها الاعظم من ان تسأل عن موعدها فامرها الى خالقها. وهي من مختصات علمه المكنون (إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها)
فهو الذي ينتهي اليه امرها وعلمها ووقتها. (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها).
هذه وظيفتك. وهذه حدودك. ان تنذر بها من ينفعه الانذار.