البيان : (عَبَسَ وَتَوَلَّى ..) عن القمي قال نزلت هذه الآيات بعثمان بن عفان. وذلك انه كان عند النبي ص وآله. فجاء ابن ام مكتوم ـ وكان مؤذنا لرسول الله ص وآله وكان أعمى. جاء الى رسول الله. وعنده عثمان فقدم رسول الله ابن ام مكتوم على عثمان في الكلام. فعبس عثمان وانساء من ذلك. وتولى بوجهه عنه. فحكى الله ذلك عنه. ثم خاطب عثمان (أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى) اي تقبل عليه وتنبّش في وجهه. (وَأَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى) يعني ابن ام مكتوم (فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى) وتعرض بوجهك عنه.
واما ما قيل انها نزلت برسول الله ص وآله : فذلك كذب وافتراء حاشا لرسول الله ان يحصل منه ذلك وهو الذي اثنى عليه بما لم يثن على سواه فقال تعالى (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) وقال (لَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) ١٥٩ ي س ٣. كما لا يخفى على العارف بأساليب الكلام ويشبه ان يكون من مختلقات المنافقين هذا الانتساب وحاشا لمن هو انزل من رسول الله بدرجات ان تحصل منه هذه الافعال السيئة. فكل ما ورد في هذه السورة قد نزل بعثمان. ورسول الله بريء من كل ذلك.
ان هذا التوجيه الذي نزل بشأن هذا الحادث. هو امر أعظم جدا بكثير مما يبدو لأول وهلة. انه معجزة وحقيقة اراد الله تعالى اقرارها في الحياة البشرية. والامة الاسلامية. اتمام الكلام في المجلد الاتي ان شاء الله تعالى.