القرآن. ان الاية ينزل أولها في شيء وأوسطها في شيء. واخرها في شيء) وكذلك كما في آية التطهير في أهل بيت محمد ص وآله خاصة.
(وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ).
وهذا التأنيث في تمام الاية دليل قاطع ان المراد بآية التطهير غير نساء النبي ص وآله. لان ما أتمه في الاية تابع لقوله في التخيير بين متاع الدنيا وزينتها. وايثار الله ورسوله والدار الاخرة ـ كما في الاية السابقة ـ والعاقل المنصف لا يحتاج في صحة هذا البيان الا الى التفات.
(إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ...)
هذه الصفات الكثيرة التي جمعت في هذه الاية. تتعاون في تكوين النفس المسلمة. فهي الاسلام. والايمان. والقنوت. والصدق. والصبر والخشوع. والتصدق. والصوم. وحفظ الفروج. وذكر الله كثيرا. ولكل منها قيمته في بناء الشخصية المسلمة.
والاسلام : الاستسلام. والايمان التصديق. وبينهما صلة وثيقة او ان احدهما هو الوجه الثاني للاخر. فالاستسلام انما هو مقتضى للتصديق. والتصديق هو الحق الذي ينشأ عنه الاستسلام. والقنوت هو الصفة الناشئة عن الاسلام والايمان. عن رضى داخل لا عن اكراه.
والصدق : هو الصفة التي يخرج من لا يتصف بها. مثل قوله (إِنَّما يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ).
والصبر : هو الصفة التي لا يستطيع المسلم حمل عقيدته والقيام بتكاليفها الا بها.