لهم واشاعة التهم ضدهم. وهو عام في كل زمان ومكان. والمؤمنون والمؤمنات عرضة لمثل هذا الكيد في كل بيئة من الاشرار المنحرفين والمنافقين. والذين في قلوبهم مرض. والله يتولى عنهم ردع كيد المكيدين. وبغي المعتدين.
(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ). وهذه الاية المباركة من جملة الادلة المتوافرة على وجوب ستر جسم المرأة بكامله. لان الجلباب هو الذي يغطي كامل جسم المرأة حتى وجهها بحيث لا تظهر منها شعرة. وهذا الستر هو من انجح اسباب الوقاية. من وقوع الفساد وتفسخ الاخلاق الناشىء من الاختلاف وتبذل المرأة وتهتكها وابداء مفاتنها. ومنه ينشأ كل فساد ودمار :
(لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ. وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ). ومن هذا التهديد الحاسم ندرك مدى قوة المسلمين في المدينة بعد بني قريظة. ومدى سيطرة الدولة المسلمة عليها. وانزواء المنافقين. الا فيما يدبرونه من كيد خفي لا يقدرون على الظهور الا وهم مهددون خائفين.
(يَسْئَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللهِ وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً (٦٣) إِنَّ اللهَ لَعَنَ الْكافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً (٦٤) خالِدِينَ فِيها أَبَداً لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (٦٥) يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يا لَيْتَنا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا (٦٦) وَقالُوا رَبَّنا إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا (٦٧) رَبَّنا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً (٦٨)
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قالُوا وَكانَ عِنْدَ اللهِ وَجِيهاً (٦٩))
البيان : قد كانوا ما يفتأون يسألون النبي ص وآله عن الساعة التي حدثهم عنها طويلا وخوفهم بها طويلا. وقد وصفها القرآن حتى