إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً (٧٢) لِيُعَذِّبَ اللهُ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ وَيَتُوبَ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً (٧٣))
البيان : يوجه القرآن المؤمنين ان يسددوا القول ومعرفة الهدف قبل اطلاق اللفظ (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً) والطاعة بذاتها فوز عظيم. فهي استقامة على النهج القويم. والاهتداء الى الطريق المستقيم. ولو لم يكن وراءه جزاء وثواب لان السير عليه راحة وسعادة للسائرين. وهي الفوز العظيم قبل يوم الحساب وقبل النعيم الخالد والفوز الدائم. (وَاللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ).
(إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها).
ان السموات والارض والجبال ـ التي اختارها القرآن ليحدث عنها ـ هذه الخلائق الضخمة. الهائلة لقد أشفقت من أمانة التبعة. امانة الارادة. أمانة المعرفة الذاتية.
(وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ) الانسان الذي يعرف الله بادراكه وشعوره. ويهتدي الى ناموسه ويطيع الله بارادة. ويتحمل مقامه بعدم انحراف شهواته وغرائزه وأهوائه حتى تستقيم كما أراد خالقها العظيم. وبذلك يصبح الانسان أعظم وأقوى من كل كائن مهما عظم وقوي. وحين يصل الانسان الى هذه الدرجة. وهو واع مدرك. فانه يصل حقا الى مقام فريد بين خلق الله تعالى.