(وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (٦) وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ (٧) أَفْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَمْ بِهِ جِنَّةٌ
بَلِ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذابِ وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ (٨) أَفَلَمْ يَرَوْا إِلى ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِنَ السَّماءِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (٩))
البيان : وقد ورد ان المقصود بالذين أوتوا العلم أهل الكتاب الذين يعلمون من كتابهم ان هذا القرآن هو الحق. وانه يقود كل من تبصر فيه الى صراط العزيز الحميد.
ومجال الآية أكبر وأشمل. فالذين أوتوا العلم في أي زمان ومكان. من كل جيل وقبيل يرون هذا متى صح علمهم ونبذوا هواهم. واستقام ايمانهم. واستحق المستبصر أن يوصف بانه (من اولي العلم).
والقرآن كتاب مفتوح للاجيال. وفيه من الحق ما يكشف عن نفسه لكل ذي علم صحيح. وهو يكشف عن الحق المستكن في كيان هذا الوجود كله. وهو أصدق ترجمة وصفية لهذا الوجود.
(وَيَهْدِي إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) وصراط العزيز الحميد هو المنهج الذي أراده الله للوجود. واختاره للبشر. لينسق خطاهم مع خطى هذا الكون. الذي يعيشون فيه.
يهدي الى صراط العزيز الحميد. بما ينشئه في ادراك المؤمن من تصور للوجود وروابط وعلاقات وتعاون اجزاء هذا الكون من حوله ـ وهو معها ـ في تحقيق مشيئة الله وحكمته البالغة.
ويهدي الى صراط العزيز الحميد. بتصحيح منهج التفكير