فيه «إن النبيّ مرّ بمجلس وفيه أخلاط من المسلمين واليهود فسلّم عليهم» (١) وحديث رواه أبو داود عن علي أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال «يجزىء عن الجماعة إذا مرّوا أن يسلّم أحدهم ، ويجزىء عن الجلوس أن يردّ أحدهم» (٢) وحديث رواه أصحاب السنن عن أبي هريرة قال «قال النبي إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم فإذا أراد أن يقوم فليسلّم فليست الأولى بأحقّ من الآخرة» (٣) وحديث رواه الترمذي عن أبي جريّ أن النبي قال «إذا لقي الرجل أخاه المسلم فليقل السلام عليكم ورحمة الله» (٤) وحديث عن جابر أن النبي قال «السلام قبل الكلام» (٥) وعنه قال «لا تدعوا أحدا إلى الطعام حتى يسلّم». وكلا الحديثين رواهما الترمذي بسند واحد. وحديث رواه الترمذي وأبو داود جاء فيه «قيل يا رسول الله : الرجلان يلتقيان أيهما يبدأ بالسلام قال أولاهما بالله» (٦). ولقد أثر عن ابن عباس أنه قال «من سلّم عليك من خلق الله فاردد عليه وإن كان مجوسيا» (٧).
وجمهور العلماء متفقون على أن البدء بالسلام سنة مستحبة والردّ عليه واجب والممتنع عن الردّ آثم (٨). وهذا متسق مع روح الآية ومضمونها.
ولقد روى مسلم وأبو داود حديثا جاء فيه «إنّ بعض أصحاب رسول الله قالوا له إنّ أهل الكتاب يسلّمون علينا فكيف نردّ عليهم فقال : قولوا وعليكم» (٩). ومع هذا الحديث أحاديث مفسّرة ومعلّلة منها حديث عن ابن عمر عن النبي رواه البخاري ومسلم وأبو داود جاء فيه «إذا سلّم عليكم اليهود فإنما يقول أحدهم السام
__________________
(١) التاج ج ٥ ص ٢٢٢ ـ ٢٢٨.
(٢) المصدر نفسه.
(٣) المصدر نفسه.
(٤) المصدر نفسه.
(٥) المصدر نفسه.
(٦) انظر تفسير الخازن وابن كثير.
(٧) المصدر نفسه.
(٨) المصدر نفسه.
(٩) انظر التاج ج ٥ ص ٢٢٧.