عشرون حسنة ، ثمّ جاء آخر فقال السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ثلاثون حسنة. ثمّ قال : هكذا تفاضل الناس ، من قعد فليسلّم ، ومن قام فليسلّم. ثمّ قام رجل فلم يسلّم فقال رسول الله : ما أسرع ما نسي هذا (١).
ذكروا عن عبد الله بن عمر قال : إلى «وبركاته» انتهى السّلام.
ذكروا أنّ رجلا من اليهود مرّ بالنبيّ عليهالسلام فقال : السام عليكم. فقال النبيّ : وعليكم السّلام. فأخبر جبريل النبيّ أنّه قال : السام عليكم. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إذا سلّم عليكم أحد من أهل الكتاب فقولوا : عليك (٢). أى عليك ما قلت.
وذكروا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : لا تبدأوا اليهود والنصارى بالسلام ، وإذا لقيتموهم في الطريق فاضطرّوهم إلى أضيقه (٣).
قوله : (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ) : أى لا شكّ فيه (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثاً) (٨٧) : على الاستفهام ، أى : لا أحد.
قوله : (فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ) : هم قوم من المنافقين كانوا بالمدينة ، فخرجوا منها إلى مكّة ، ثمّ خرجوا منها إلى اليمامة تجّارا [فارتدّوا عن الإسلام ، وأظهروا ما في قلوبهم من الشرك] (٤) وتخلّفوا عن نبيّ الله في الهجرة ؛ فلقيهم المسلمون فكانوا فيهم فئتين أى فرقتين. [قال
__________________
(١) رواه الإمام أحمد ، ورواه أبو داود في كتاب الأدب ، باب كيف السّلام ، عن عمران بن حصين (٥١٩٥) إلى قوله عليهالسلام : «ثلاثون» ، ورواه ابن حبّان في صحيحه عن أبي هريرة إلى آخره بألفاظ قريبة ممّا هي هنا.
(٢) حديث متّفق عليه ، أخرجه البخاري في كتاب الاستئذان ، باب كيف يردّ على أهل الذمّة عن ابن عمر. وأخرجه ابن ماجه في كتاب الأدب ، باب ردّ السّلام على أهل الذمّة (٣٦٩٧) عن أنس بن مالك. وأخرجه أيضا مسلم في كتاب السّلام ، باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام وكيف يردّ عليهم (٢١٦٣) عن أنس بن مالك.
(٣) أخرجه مسلم في كتاب السّلام ، في الباب المذكور آنفا (٢١٦٦) عن أبي هريرة. وأخرجه أبو داود في كتاب الأدب ، باب السّلام على أهل الذمّة (٥١٩٥) عن أبي هريرة.
(٤) ما بين القوسين المعقوفين في هذه الفقرة ساقط من ع ود ، فرأيت من الفائدة إثباته من ز ، ورقة ٧٠ لأنّه يوضّح الآية ويبيّن المعنى أحسن بيان.