كَفَرُوا) : وعسى من الله واجبة. (وَاللهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً) (٨٤) : أى أشدّ عذابا وأشدّ عقابا. وقال بعضهم : عقوبة ، وهو واحد.
قوله : (مَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْها) : قال بعضهم : حظّ منها. (وَمَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْها) : والكفل : الإثم.
قال الحسن : الشفاعة الحسنة : ما يجوز في الدين أن يشفع فيه ، والشفاعة السيّئة : ما يحرم في الدين أن يشفع فيه. والكفل : الوزر ، وهو الذنب ، كقوله : (وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزارَهُمْ عَلى ظُهُورِهِمْ) [الأنعام : ٣١] ، وقوله : (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنا وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ وَما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ) (١٢) [العنكبوت : ١٢] أى : من اتّبعهم على السيّئة من غير أن ينقص من أوزارهم شيئا.
قوله : (وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً) (٨٥) : أى مقتدرا (١).
قوله : (وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها) : التحيّة : السّلام. قال الحسن : معنى أحسن منها : إذا قال الرجل السّلام عليكم ، ردّ عليه : السّلام عليكم ورحمة الله ، وإذا قال : السّلام عليكم ورحمة الله ، ردّ عليه : السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته. قوله : (أَوْ رُدُّوها) : أى : أى ردّوا عليه مثل ما سلّم ، وهذا إذا سلّم عليك المسلم. (إِنَّ اللهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً) (٨٦).
ذكر بعضهم أنّ رسول الله كان جالسا إذ جاء رجل فقال : السّلام عليكم ، فقال رسول الله : عشر ، أى : عشر حسنات. ثمّ جاء آخر فقال : السّلام عليكم ورحمة الله ، فقال النبيّ عليهالسلام :
__________________
(١) كذا في ق وع. «(مقيتا :) أى : مقتدرا» ، وفي مجاز أبي عبيدة : «(مقيتا) أى : حافظا محيطا» ، وفي قوله : (عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً) : «أي كافيا مقتدرا ، يقال : أحسبني هذا أى : كفاني». وللمعنيين شاهد من الشعر أوردهما ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن ص ١٣٢ ـ ١٣٣. قال الشاعر :
وذي ضغن كففت النفس عنه |
|
وكنت على إساءته مقيتا |
أي : مقتدرا. وقال آخر :
ألي الفضل أم عليّ إذا حو |
|
سبت إنّي على الحساب مقيت. |
أي : «شاهد وحافظ له». وقيل معناه في هذا البيت الأخير : «موقوف عليه» كما ذكره السجستانيّ في كتابه غريب القرآن ، ص ١٨٤.