الذي قتل أخاه.
ذكروا عن ابن مسعود في قوله : (عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ) (٥) [الانفطار : ٥] قال : (ما قَدَّمَتْ) أى : ما قدّمت من خير ، وما أخّرت أى ما أخّرت من سنّة حسنة فعمل بها بعده ، فإنّ له مثل أجر من عمل بها ولا ينقص من أجره شيئا ، أو سنّة سيّئة فعمل بها بعده فإنّ عليه مثل وزر من عمل بها ولا ينقص من أوزاره شيئا.
ذكروا عن الحسن قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أيّما داع دعا إلى هدى فاتّبع عليه كان له أجر من تبعه ولا ينقص من أجره شيئا (١).
قوله : (وَمَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً) : أى من أحياها من القتل في تفسير الكلبيّ وغيره.
وقال الحسن : من إحيائها أن ينجّيها من القود فيعفو عنها ، ويفاديها من العدوّ ، وينجّيها من الغرق ومن الحرق ومن السبع ، وأفضل إحيائها أن ينجّيها من كفرها وضلالتها.
ذكروا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعث عليّا على جيش وأمره بأمره ثمّ قال : واعلم يا عليّ أنّه أن يحيي الله بك رجلا خير لك من الدنيا وما فيها (٢).
قوله : (وَلَقَدْ جاءَتْهُمْ رُسُلُنا بِالْبَيِّناتِ) : يعني أهل الكتاب (ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ بَعْدَ ذلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ) (٣٢) : أى لمشركون ، وهو سرف فوق سرف. وإنّما يعني بهذا من لم يؤمن منهم.
قوله : (إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ) (٣٣).
__________________
(١) حديث صحيح رواه مسلم من حديث عن المنذر بن جرير عن أبيه في كتاب الزكاة ، باب الحثّ على الصدقة ... (رقم ١٠١٧). ورواه ابن ماجه في المقدّمة من سننه ، باب من سنّ سنّة حسنة أو سيّئة ، عن أنس بن مالك (رقم ٢٠٥) وعن أبي هريرة (رقم ٢٠٦).
(٢) حديث صحيح أخرجه البخاري في باب مناقب عليّ بن أبي طالب ، وفي باب غزوة خيبر عن سهل بن سعد بلفظ : «فو الله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم».