سلالة من ماء مهين.
قوله : (ثُمَّ قَضى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ : قَضى أَجَلاً) يعني الموت ، (وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ) ما بين الموت إلى البعث. فأنت يا ابن آدم بين أجلين من الله. وقال مجاهد : (قَضى أَجَلاً) أى : أجل الدنيا ، (وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ) يعني الآخرة (١). قوله : (ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ) (٢) : أى : تشكّون في الساعة.
قوله : (وَهُوَ اللهُ فِي السَّماواتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ ما تَكْسِبُونَ) (٣) : أى ما تعملون. يحذّرهم سرّهم وعلانيتهم لأنّه يعلم ذلك كلّه.
ذكروا عن الحسن قال : اجتمع أربعة أملاك فقال أحدهم : جئت من السماء السابعة من عند ربّي. وقال أحدهم : جئت من الأرض السفلى من عند ربّي ، وقال أحدهم : جئت من المشرق من عند ربّي ، وقال أحدهم : جئت من المغرب من عند ربّي ، ثمّ تلا هذه الآية : (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (٣) [الحديد : ٣].
ذكروا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : أذن لي أن أحدّث عن ملك من حملة العرش رجلاه في الأرض السفلى وعلى قرنه العرش ، ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه خفقان الطير مسيرة سبعمائة سنة ، وهو يقول سبحانك (٢). قال بعضهم : بلغنا أنّ اسمه روفيل.
ذكروا عن الحسن قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لا تتفكّروا في الله وتفكّروا فيما خلق (٣).
قوله : (وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ) : يعني القرآن (إِلَّا كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ) (٤) : يعني به مشركي العرب.
__________________
(١) كذا في ع ود ، وفي تفسير مجاهد ص ٢١١ : (قَضى أَجَلاً) يعني الآخرة (وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ) يعني : الدنيا وفي تفسير الطبري ج ١١ ص ٢٥٨ : «عن مجاهد (قَضى أَجَلاً) قال : أجل الدنيا ((وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ) قال : البعث».
(٢) أخرجه أبو داود في كتاب السنّة ؛ باب في الجهميّة ، عن جابر بن عبد الله (رقم ٤٧٢٧) وليس فيه «وعلى قرنه العرش». وأخرجه الطبرانيّ في الأوسط عن أنس ، وفي آخره «سبحانك حيث كنت».
(٣) أخرجه الربيع بن حبيب في مسنده ، ج ٣ ص ٢٢ ، باب النهي عن الفكرة في الله عزوجل بألفاظ متقاربة في رقم ٨٢٧ ـ ٨٢٨. وفي رقم ٨٢٩ عن ابن عبّاس بلفظ : «لا تتفكّروا في الله فإنّ التفكّر في خلقه شاغل ، فإنّه لا تدركه فكرة متفكّر إلّا بتصديقه».