الأوثان؟!.
وقال مجاهد : هي حجّة إبراهيم. وقول الله : (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ) أى بشرك (أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ) يوم القيامة (وَهُمْ مُهْتَدُونَ) أى : في الدنيا ، على طريق الجنّة.
ذكر الحسن أنّ عمر بن الخطّاب قال لأبيّ بن كعب : يا أبا المنذر ، آية في كتاب الله أحزنتني. قال : وأيّ آية يا أمير المؤمنين؟ قال : قول الله : (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ) قال : أيّنا لم يظلم؟ قال : يا أمير المؤمنين إنّها ليست حيث تذهب ، ألم تسمع إلى قول العبد الصالح حيث يقول لابنه : (يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) (١٣) [لقمان : ١٣] ، إنّما هو الشرك (١).
ذكروا أنّ أبا بكر الصدّيق قال : (وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ) أى بشرك.
وقال بعضهم : الآية محتملة لظلم الشرك وظلم النفاق ، جامعة لهما جميعا ، وهو ظلم فوق ظلم ، وظلم دون ظلم. وهذا حقيقة التأويل (٢).
قوله : (نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ) قال الحسن : بالنبوّة.
قوله : (وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنا) : بالنبوّة (وَنُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ) : أى من قبل إبراهيم. قوله : (وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ) : أى ومن ذرّيّة نوح هدينا (داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى وَهارُونَ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (٨٤) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى وَإِلْياسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ (٨٥) وَإِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكلًّا فَضَّلْنا عَلَى الْعالَمِينَ) (٨٦) : أى : على عالم زمانهم.
(وَمِنْ آبائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوانِهِمْ وَاجْتَبَيْناهُمْ) : أى استخلصناهم للنبوّة (وَهَدَيْناهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (٨٧) : أى إلى الجنّة. (ذلِكَ هُدَى اللهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (٨٨) أُولئِكَ الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ) : يعني الفهم والعقل (وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ) : يعني المشركين
__________________
(١) وفي معناه أخرج البخاري في كتاب التفسير سورة الأنعام : «عن عبد الله رضي الله عنه قال : لّما نزلت : (وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ) قال أصحابه : وأيّنا لم يظلم ، فنزلت : (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ).
(٢) هذا القول الأخير من كلام الشيخ هود ولا شكّ ، فهو برأيه أشبه. وهو غير وارد في مخطوطة ز.