عذاب ، أو آية عذاب بمغفرة ، في حديث الحسن. وفي حديث غيره : ما لم تختم آية رحمة بآية عذاب أو آية عذاب برحمة (١).
ذكروا عن عبد الله بن مسعود أنّه قال : سمعت القرّاء فرأيتهم [قد اختلفت قراءتهم] (٢) ، فاقرأوا كما علّمتم ، وإيّاكم والتنطّع والاختلاف ، فإنّما هو كقول أحدكم هلمّ ، أو تعال. ذكروا عن عبد الله بن مسعود أنّه قال : نزل القران على سبعة أحرف ، كقولك : هلمّ ، تعال ، أقبل.
ذكروا عن بعض السلف أنه قال : ليس من لغة إلّا وقد نزل القرآن عليها ، غير حيّ واحد (٣).
__________________
(١) أخرجه أحمد في مسنده ، وأخرجه ابن جرير الطبري في مقدّمة تفسيره مختصرا عن عبد الرحمن بن أبي بكرة ، ومن طرق كثيرة عن أبي بن كعب ، انظر مقدّمة تفسير الطبري : «القول في اللغة التي نزل بها القرآن من لغات العرب» ج ١ ص ٢١ ـ ٥٠ ، فقد استوفى المؤلّف هناك أسانيد الحديث المختلفة.
(٢) في المخطوطة بياض قدر كلمتين. وكتب على الهامش بمداد مغاير : «لعلّ هذا البياض : قد اختلفت قراءتهم» ، فاثبتّ ما على الهامش ، وهو الصواب إن شاء الله.
(٣) كذا في المخطوطة د : «غير حيّ واحد». ولست مطمئنّا لصحّة العبارة ، ولم أر لهذا الاستثناء وجها ، ولم أجد هذا الخبر بهذا الاستثناء فيما بين يديّ من المصادر.
أمّا موضوع لغة القرآن ، وهل كلّ لغته عربيّة ، أم وردت فيه كلمات من غير لغات العرب ، فهو موضع اختلاف بين العلماء. فذهب فريق منهم ، أمثال الشافعيّ ، وأبي عبيدة والطبريّ ، وابن فارس ، إلى أنّه ليس في القرآن شيء غير عربيّ ، حتّى قال أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتابه مجاز القرآن ج ١ ص ١٧ : «من زعم أنّ في القرآن لسانا سوى العربيّة فقد أعظم على الله القول».
وذهب آخرون إلى وجود ألفاظ في القرآن من غير لسان العرب. فقد روي عن ابن عبّاس وعكرمة ومجاهد أنّهم قالوا : إنّ في القرآن كلمات بالفارسيّة والحبشيّة والنبطيّة.
ويعجبني ما ذهب إليه أبو عبيد القاسم بن سلّام من التوفيق بين الرأيين حين ذهب إلى أنّ اختلاف الفريقين راجع إلى اختلاف في وجهة النظر.
قال أبو عبيد القاسم بن سلّام : «فهؤلاء ـ يعني ابن عبّاس وعكرمة ومجاهد ـ أعلم بالتأويل من أبي عبيدة ـ يعني شيخه أبا عبيدة معمر بن المثنّى ـ ولكنّهم ذهبوا إلى مذهب ، وذهب هذا إلى غيره ، وكلاهما مصيب إن شاء الله ؛ وذلك أنّ هذه الحروف بغير لسان العرب في الأصل ، فقال أولئك : على الأصل ، ثمّ لفظت به العرب بألسنتها ، فعرّبته ، فصار عربيّا بتعريبها إيّاه. فهي عربيّة في هذه الحال ، أعجميّة الأصل».
قال أبو منصور الجواليقي بعد أن ذكر قول أبي عبيد هذا : «فهذا القول يصدّق الفريقين جميعا». انظر ـ