ذكروا عن ابن مسعود أنّه قال : ما في القرآن آية إلّا ولها بطن. قيل : وما حدّ ومطّلع؟ قال : ليس منه حدّ إلّا سيطّلع عليه قوم يعملون به.
ذكروا عن ابن عبّاس أنّه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : من قال في القرآن بغير علم فليتبوّأ مقعده من النار (١).
وذكروا عن ابن عبّاس أنّه قال : الجريء من قال في الكتاب برأيه.
ذكروا عن أبي بكر الصدّيق أنّه قال : أى أرض تقلّني وأيّ سماء تظلّني إن فسّرت القرآن برأيي (٢). قال بعض أهل العلم : بلغني أنّه من فسّر القرآن برأيه فإن أصاب لم يؤجر ، وإن أخطأ أثم. وإنّه لا يعرف تفسير القرآن إلّا من عرف اثنتى عشرة خصلة : المكّيّ والمدنيّ ، والناسخ والمنسوخ ، والتقديم والتأخير ، والمقطوع والموصول ، والخاصّ والعامّ ، والإضمار (٣) والعربيّة.
ذكروا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم دعا لابن عبّاس فقال : اللهمّ فقّهه في الدين وعلّمه التأويل (٤).
ذكروا أنّ الحسن كان يسأل أصحاب النبيّ عليهالسلام عن تفسير القرآن ، فيسأل عن
__________________
ـ بعد ذلك في ج ١ ص ٧٢. وانظر تخريج الحديث للمحدّث الكبير الشيخ أحمد محمّد شاكر في تفسير الطبريّ ج ١ ص ٢٢ تعليق : ٣.
وخلاصة معنى الحديث ـ والله أعلم ـ أنّ لكلّ حرف حدّا حدّه الله في معناه وحكمه يجب على الإنسان أن يقف عنده ولا يتجاوزه. وأنّ لكلّ حدّ مطّلعا ، أى قدرا من جزاء ـ خيرا يكون أو شرّا ـ سيطّلع عليه المرء ويلاقيه يوم القيامة.
وللحديث شرح آخر. انظر الألوسي ، روح المعاني ج ١ ص ٧.
(١) أخرجه أحمد في المسند ، وأخرجه الترمذيّ في أوّل أبواب تفسير القرآن وقال : حديث حسن صحيح ، وأخرجه البغويّ في شرح السنّة ج ١ ص ٢٥٨. وأخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره ج ١ ص ٧٧ ـ ٧٨ من عدّة طرق. وكلّهم يرويه عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم.
(٢) روى هذا الخبر ابن جرير الطبريّ في تفسيره ج ١ ص ٧٨ ، من طريقين عن أبي معمر. وانظر تفسير ابن كثير ج ١ ص ١١.
(٣) يقصد بالإضمار الحذف.
(٤) حديث صحيح متّفق عليه. أخرجه البخاري في كتاب العلم ، باب قول النبي صلىاللهعليهوسلم : اللهمّ علّمه الكتاب ، «عن عكرمة عن ابن عبّاس قال : ضمّني رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقال : اللهم علّمه الكتاب». وأخرجه مسلم في كتاب الفضائل ، باب فضائل عبد الله بن عبّاس رضي الله عنهما (رقم ٢٤٧٧) بلفظ : «اللهمّ فقّهه».