عرض الإمام عليهالسلام في هذا المقطع إلى نجاته من بعض أعدائه الذين كانوا يبغون له الغوائل ويكيدونه في وضح النهار وغلس الليل وقد أنقذه الله منهم وكفاه شرّهم ، ويستمرّ الإمام في دعائه :
اللهمّ وكم من سحائب مكروه جلّيتها ، وسماء نعمة أمطرتها ، وجداول كرامة أجريتها ، وأعين أحداث طمستها ، وناشئ رحمة نشرتها ، وغواشي كرب فرّجتها ، وغمم بلاء كشفتها ، وجنّة عافية ألبستها ، وأمور حادثة قدّرتها ، لم تعجزك إذ طلبتها ، فلم تمتنع منك إذ أردتها.
اللهمّ وكم من حاسد سوء تولّني بحسده ، وسلقني بحدّ لسانه ، ووخز بي بقرف عيبه ، وجعل عرضي غرضا لمراميه ، وقلّدني خلالا لم تزل فيه كفيتني أمره.
حكى هذا المقطع الألطاف والنعم التي أسداها الله عليه كما حكى إنقاذ الله له من الحاسدين لفضله والباغين عليه ، ثمّ يقول الإمام في دعائه :
اللهمّ وكم من ظنّ حسن حقّقت ، وعدم إملاق جبرت وأوسعت ، ومن صرعة أقمت ، ومن كربة نفّست ، ومن مسكنة حوّلت ، ومن نعمة خوّلت ، لا تسأل عمّا تفعل ، ولا بما أعطيت تبخل ، ولقد سئلت فبذلت ، ولم تسأل فابتدأت ، واستميح فضلك فما أكديت ، أبيت إلاّ إنعاما وامتنانا وتطوّلا ، وأبيت إلاّ تقحّما على معاصيك ، وانتهاكا لحرماتك ، وتعدّيا لحدودك ، وغفلة عن وعيدك ، وطاعة لعدوّي وعدوّك ، لم تمتنع عن إتمام إحسانك ، وتتابع امتنانك ولم يحجزني ذلك عن ارتكاب مساخطك.
وفي هذا المقطع عرض لنعم الله تعالى على عباده التي أسداها عليهم فهو