المبتدئ بالنعم والمتكرّم بالإحسان مع جهل العباد وتعدّيهم لحدوده ومخالفتهم لأوامره ، ومن بنود هذا الدعاء قوله :
اللهمّ فهذا مقام المعترف لك بالتّقصير عن أداء حقّك ، الشّاهد على نفسه بسبوغ نعمتك وحسن كفايتك ، فهب لي اللهمّ يا إلهي ما أصل به إلى رحمتك ، وأتّخذه سلّما أعرج فيه إلى مرضاتك ، وآمن به من عقابك فإنّك تفعل ما تشاء وتحكم ما تريد وأنت على كلّ شيء قدير.
اللهمّ حمدي لك متواصل ، وثنائي عليك دائم من الدّهر إلى الدّهر ، بألوان التّسبيح ، وفنون التّقديس ، خالصا لذكرك ومرضيّا لك بناصع التّوحيد ، ومحض التّحميد ، وطول التّعديد في إكذاب أهل التّنديد ، لم تعن في شيء من قدرتك ، ولم تشارك في إلهيّتك ، ولم تعاين إذ حبست الأشياء على الغرائز المختلفات ، وفطرت الخلائق على صنوف الهيئات ، ولاخرقت الأوهام حجب الغيوب إليك ، فاعتقدت منك محدودا في عظمتك ، ولا كيفيّة في أزليّتك ، ولا ممكنا في قدمك ، فلا يبلغك بعد الهمم ، ولا ينالك غوص الفطن ، ولا ينتهي إليك نظر النّاظرين في مجد جبروتك ، وعظيم قدرتك ، ارتفعت عن صفة المخلوقين صفة قدرتك ، وعلا عن ذلك كبرياء عظمتك ، ولا ينتقص ما أردت أن يزداد ، ولا يزداد ما أردت أن ينتقص ولا أحد شهدك حين فطرت الخلق ، ولا ضدّ حضرك حين برأت النّفوس ، كلّت الألسن عن تبيين صفتك ، وانحسرت العقول عن كنه معرفتك ، وكيف تدركك الصّفات ، أو تحويك الجهات ، وأنت الجبّار القدّوس الّذي لم تزل أزليّا دائما في الغيوب ، وحدك ليس فيها غيرك ، ولم يكن لها سواك