وحفل هذا المقطع من دعاء الإمام عليهالسلام بالثناء على الله تعالى وذكر بعض صفاته العظيمة ، التي طبق سناها ما في السموات والأرض. ويستمرّ إمام المتّقين في دعائه قائلا :
أحمده حمدا أستزيده في نعمته ، وأستجير به من نقمته ، وأتقرّب إليه بالتّصديق لنبيّه المصطفى لوحيه ، المتخيّر لرسالته ، المختصّ بشفاعته ، القائم بحقّه ، محمّد ٦ وعلى أصحابه ، وعلى النّبيّين والمرسلين ، والملائكة أجمعين ، وسلّم تسليما.
إلهي! درست الآمال ، وتغيّرت الأحوال ، وكذبت الألسن ، واخلفت العدة إلاّ عدتك ، فإنّك وعدت مغفرة وفضلا.
اللهمّ صلّ على محمّد وآله وأعطني من فضلك ، وأعذني من الشّيطان الرّجيم. سبحانك وبحمدك ما أعظمك! وأحلمك! وأكرمك! وسع بفضل حلمك تمرّد المستكبرين ، واستغرقت نعمتك شكر الشّاكرين ، وعظم حلمك عن إحصاء المحصين ، وجلّ طولك عن وصف الواصفين ، كيف ـ لو لا فضلك ـ حلمت عمّن خلقته من نطفة ولم يك شيئا ، فربّيته بطيّب رزقك ، وأنشأته في تواتر نعمك ، ومكّنت له في مهاد أرضك ، ودعوته إلى طاعتك ، فاستنجد على عصيانك بإحسانك ، وجحدك وعبد غيرك في سلطانك؟ ... كيف ـ لو لا حلمك ـ أمهلتني ، وقد شملتني بسترك ، وأكرمتني بمعرفتك ، وأطلقت لساني بشكرك ، وهديتني السّبيل إلى طاعتك ، وسهّلتني المسلك إلى كرامتك ، وأحضرتني سبيل قربتك ، فكان جزاؤك منّي أن كافأتك عن الإحسان بالإساءة ، حريصا على ما أسخطك ، متنقّلا فيما أستحقّ به المزيد من نقمتك ، سريعا إلى ما هو أبعد عن رضاك ،