ومعدن الرسالة.
٤ ـ الاستعانة بالله تعالى في جميع الامور وطلب التوفيق.
٥ ـ ترك كلّ شبهة تولج الإنسان في الشبهات وتسلّمه إلى الضلال .. ويأخذ الإمام عليهالسلام في وصيّته قائلا :
فتفهّم يا بنيّ! وصيّتي ، واعلم أنّ مالك الموت هو مالك الحياة ، وأنّ الخالق هو المميت ، وأنّ المفني هو المعيد ، وأنّ المبتلي هو المعافي ، وأنّ الدّنيا لم تكن لتستقرّ إلاّ على ما جعلها الله عليه من النّعماء ، والابتلاء ، والجزاء في المعاد ، أو ما شاء ممّا لا تعلم ، فإن أشكل عليك شيء من ذلك فاحمله على جهالتك ، فإنّك أوّل ما خلقت به جاهلا ثمّ علّمت ، وما أكثر ما تجهل من الأمر! ويتحيّر فيه رأيك ، ويضلّ فيه بصرك ثمّ تبصره بعد ذلك! فاعتصم بالّذي خلقك ورزقك وسوّاك ، وليكن له تعبّدك ، وإليه رغبتك ، ومنه شفقتك ـ أي خوفك ...
أعرب الإمام عليهالسلام في هذا المقطع أنّ جميع مجريات الأحداث وشئون الكون كلّها بيد الخالق العظيم ، فهو مالك الحياة ومالك الموت ، فعلى الإنسان أن يوكل اموره إليه ، ولا يلتجأ إلى غيره ، كما أعرب عليهالسلام عن تقلّب الدنيا ، وأنّها لم تستقرّ على حال ، فكما تري الإنسان السعادة تريه التعب والعناء والشقاء ، كما وأنّ جزاء من يعمل خيرا فيها أو شرّا يلاقيه في معاده وفي يوم حشره ..
هذا بعض ما حواه المقطع ، ويأخذ الإمام في وصيّته الحافلة بالنصائح قائلا :
واعلم يا بنيّ! أنّ أحدا لم ينبئ عن الله سبحانه كما أنبأ عنه الرّسول ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ فارض به رائدا ، وإلى النّجاة قائدا ، فإنّي لم آلك نصيحة. وإنّك لن تبلغ في النّظر لنفسك ـ وإن اجتهدت ـ مبلغ نظري لك ...