في خدمتك (١). وأكرم عشيرتك ، فإنّهم جناحك الّذي به تطير ، وأصلك الّذي إليه تصير ، ويدك الّتي بها تصول.
استودع الله دينك ودنياك ، واسأله خير القضاء لك في العاجلة والآجلة ، والدّنيا والآخرة ، والسّلام » (٢).
وانتهت هذه الوصية وهي حافلة بالقيم الكريمة ، والمثل العليا ، والنصائح الرفيعة التي لم يؤثر نظيرها عن أي خليفة من خلفاء المسلمين ، وقد جاءت معبّرة عن مثل الإمام عليهالسلام وطاقاته العلمية التي أضاءت سماء الإسلام.
وصيّة اخرى لولده الإمام الحسن عليهالسلام
وأوصى الإمام عليهالسلام ولده الزكي الإمام الحسن عليهالسلام بهذه الوصية :
اوصيك أي بنيّ! بتقوى الله ، وإقام الصّلاة لوقتها ، وإيتاء الزّكاة عند محلّها ، وحسن الوضوء ؛ فإنّه لا صلاة إلاّ بطهور ، ولا تقبل صلاة من مانع زكاة ، واوصيك بغفر الذّنب ، وكظم الغيظ ، وصلة الرّحم ، والحلم عند الجهل ، والتّفقّه في الدّين ، والتّثبّت في الأمر ، والتّعاهد للقرآن ، وحسن الجوار ، والأمر بالمعروف ، والنّهي عن المنكر ، واجتناب الفواحش كلّها في كلّ ما عصي الله فيه » (٣).
__________________
(١) يتواكلوا : أي يتّكل بعضهم على بعض في خدمتك.
(٢) نهج البلاغة ـ محمّد عبده ٣ : ٣٧ ـ ٥٧.
(٣) نهج السعادة ١ : ١٥١.