حدّد الإمام الأخ وعرف واقعه في المنطلق الإسلامي ، فالأخ هو الذي لا يخذل أخاه عند الشدّة ، ولا يغفل عنه عند الجريرة ، إلى غير ذلك من الآثار التي ذكرها الإمام عليهالسلام ، وهي نادرة الوجود أو معدومة في هذا العصر الذي طغت فيه المادة على كلّ شيء.
يقول الإمام عليهالسلام :
يا كميل ، إنّ المؤمن من قال بقولنا ، فمن تخلّف عنه قصّر عنّا ومن قصّر عنّا ، لم يلحق بنا ، ومن لم يكن معنا ففي الدّرك الأسفل من النّار.
يا كميل ، كلّ مصدور ينفث ، فمن نفث إليك منّا بأمر أمرك بستره ، فإيّاك أن تبديه وليس لك من إبدائه توبة وإذا لم تكن توبة فالمصير إلى لظى.
يا كميل ، إذاعة سرّ آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يقبل منها ـ أي من الإذاعة ـ ولا يحتمل أحد عليها.
يا كميل ، ما قالوه لك مطلقا فلا تعلمه إلاّ مؤمنا موفّقا.
يا كميل ، لا تعلموا الكافرين من أخبارنا فيزيدوا عليها فيبيدوكم بها إلى يوم يعاقبون عليها.
حكى الإمام عليهالسلام بهذا المقطع واقع الإيمان وحقيقته ، وهو الولاء لأهل بيت النبوّة عليهمالسلام ، فإنّ محبّتهم جزء من رسالة الإسلام ، قال تعالى : ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (١) ، وقد نظر الإمام عليهالسلام إلى المستقبل بعمق فرأى ما يجري على آل البيت عليهمالسلام وشيعتهم من الخطوب والمحن فأوصى بإخفاء تعاليمهم وأن لا يطلع عليها أحدا من المعاندين للحق ، فإنّ إذاعتها ونشرها في تلك العصور
__________________
(١) الشورى : ٢٣.