ونسبهم إلى الفسق بقوله : ( أُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ ) (١).
وفي هذا المقطع الدعوة إلى التقوى والعمل الصالح ، والنظر إلى نعم الله المتظافرة على الإنسان التي يجب أن تقابل بالشكر والثناء والتحميد والتمجيد ، ولا يجوز أن يتغاضى عنها لأنّها من شكر المنعم الذي هو واجب عقلا وشرعا.
يقول عليهالسلام :
يا كميل ، ليس الشّأن أن تصلّي وتصوم وتتصدّق ، إنّما الشّأن أن تكون الصّلاة بقلب نقيّ وعمل عند الله مرضيّ وخشوع سويّ ، وإبقاء للجدّ فيها.
يا كميل ، عند الرّكوع والسّجود وما بينهما تبتّلت العروق والمفاصل حتّى تستوفي إلى ما تأتي به من جميع صلواتك.
يا كميل ، انظر فيم تصلّي ، وعلى ما تصلّي إن لم تكن من وجهه وحلّه ، فلا قبول.
يا كميل ، إنّ اللّسان يبوح من القلب ، والقلب يقوم بالغذاء ، فانظر فيما تغذّي قلبك وجسمك فإن لم يكن ذلك حلالا لم يقبل الله تسبيحك ولا شكرك.
حكى هذا المقطع واقع الصلاة وحقيقتها ، وهي أن تؤدّى بخشوع وحضور فكر وإخلاص ، وأنّ المصلّي عليه أن يعرف أنّه ماثل أمام الخالق العظيم ، فلا يشغل فكره في أثناء الصلاة بشئون الدنيا ، كما أنّ على المصلّي أن يكون على بصيرة من غذائه وشرابه وملبسه وأن تكون من حلال فإن كانت من الحرام فلا صلاة له.
__________________
(١) الحشر : ١٩.