حكى هذا المقطع تحريف اليهود والنصارى لما انزل على أنبيائهم فزادوا ونقصوا حتى تشوّهت شريعة موسى وعيسى ، واستحقّوا بذلك اللعنة والمقت من الله تعالى ، كما حكى هذا المقطع حسد ابن آدم لأخيه ، وقد ألقاه الحسد في شرّ عظيم فقتل أخاه فكان جزاؤه الخلود في نار جهنّم.
يقول عليهالسلام :
يا كميل ، نحن والله الّذين اتّقوا والّذين هم محسنون ..
يا كميل ، إنّ الله كريم حليم عظيم رحيم دلّنا على أخلاقه وأمرنا بالأخذ بها وحمل النّاس عليها ، فقد أدّيناها غير متخلّفين وأرسلناها غير منافقين ، وصدّقناها غير مكذّبين وقبلناها غير مرتابين ، لم يكن لنا والله! شياطين نوحي إليها ، وتوحي إلينا كما وصف الله تعالى قوما ذكرهم الله عزّ وجلّ بأسمائهم في كتابه ( شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً ) (١).
عرض الإمام عليهالسلام إلى أهل بيت النبوّة ومعدن الحكمة ، المتّقين المحسنين ، وأنّهم أدّوا رسالة الله تعالى على الوجه الأكمل ، لعباده فلم يقصروا ولم يتوانوا في أدائها. يقول عليهالسلام :
يا كميل ، نحن الثّقل الأصغر ، والقرآن الثّقل الأكبر ، وقد أسمعهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وجمعهم فنادى الصّلاة جامعة يوم كذا وكذا ، وأيّام سبعة كذا وكذا فلم يتخلّف أحد فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال : معاشر النّاس! إنّي مؤدّ عن ربّي عزّ وجلّ ، ولا مخبر
__________________
(١) الأنعام : ١١٢.