إخباره بحكومة مروان وأولاده
واستشفّ الإمام عليهالسلام من وراء الغيب أنّ مروان بن الحكم الوزغ ابن الوزغ سوف يلي الحكم مع أبنائه الأربعة وهم بنو عبد الملك : الوليد ، سليمان ، يزيد ، وهشام ، ولم يل الحكم من بني اميّة ولا من غيرهم اخوة إلاّ هؤلاء (١) ، وكان إعلان الإمام عليهالسلام عن ذلك حينما القى القبض على مروان بعد انتهاء حرب الجمل ، وجيء به أسيرا ، وقد تشفّع به الإمامان الحسن والحسين عليهماالسلام فقالا لأبيهما :
« يبايعك يا أمير المؤمنين ».
وزهد الإمام في بيعته قائلا :
« أو لم يبايعني بعد قتل عثمان؟ لا حاجة لي في بيعته! إنّها كفّ يهوديّة لو بايعني بكفّه لغدر بسبّته. أما إنّ له إمرة كلعقة الكلب أنفه ، وهو أبو الأكبش الأربعة ، وستلقى الأمّة منه ومن ولده يوما أحمر! » (٢).
وحكت هذه الكلمات ما يلي :
١ ـ إنّها ألمّت بنفسية مروان ، وحكت طباعه وميوله ، وكان من أبرزها الغدر والمكر ، وخبث السريرة ، فقد بايع الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام بعد قتل عثمان بن
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ـ ابن أبي الحديد ٦ : ١٤٧.
(٢) شرح نهج البلاغة ـ ابن أبي الحديد ٦ : ١٤٦.