وقال عليهالسلام : « في التّجارب علم مستأنف » ، فهو حقّا واضع الطريقة التجريبية في العلوم الطبيعية ، وهو بذلك يسبق « بيكون » قرونا ، الذي نسب إليه الغربيّون وضع الطريقة التجريبية (١).
٨ ـ الكهرباء
أشار الإمام عليهالسلام إلى الكهرباء الذي هو مفتاح التقدّم والتطوّر في حياة الإنسان ، فقد كان عليهالسلام جالسا على نهر الفرات وبيده قضيب ، فضرب به على صفحة الماء وقال : « لو شئت لجعلت لكم من الماء نورا ونارا ».
وفي قوله عليهالسلام دلالة إلى ما في الماء من طاقة يمكن أن تولّد النور وهو الكهرباء والنار وهو الطاقة الحرارية ... وأنّا نجد في الماء عنصرين : هما الهيدروجين والأوكسجين.
الأوّل قابل للاحتراق وإعطاء النور ، والثاني يساعد على الاحتراق ويعطي الحرارة.
وأبعد من ذلك فإنّ وجود الماء الثقيل في الماء الطبيعي بنسبة ٢ إلى ١٠٠٠٠ يجعله أفضل مصدر طبيعي للهيدروجين الثقيل الذي نسمّيه ( الدوتيريوم ) وهذا النظير المشعّ هو حجر الأساس في تركيب القنبلة الهيدروجينيّة القائمة على اندماج ذرّتين من الدوتيريوم لتشكيل الهليوم ، علما بأنّ الطاقة الناتجة عن هذا الاندماج والتي هي منشأ طاقة الشمس تفوق آلاف المرّات الطاقة الناتجة عن القنبلة الذرية التي تقوم على انشطار اليورانيوم ...
إنّ هذه المعاني الدقيقة والأسرار العميقة تضمّنها قول الإمام عليهالسلام الذي هو
__________________
(١) نظرة الإسلام إلى العلم الحديث : ٧٤.